Main navigation

  • الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • المؤلفات
  • نوافذ علمية
    حديث الشهر
    صدر حديثا
    مقالات
    إجابات
    فوائد ولطائف
    قالوا عن الموقع
  • الصوتيات و المرئيات
  • التصنيف الموضوعي

مسار التنقل

  1. الرئيسية
  2. نوافذ علمية
  3. حديث الشهر
  4. تاريخ طباعة المصحف الشريف في مدينة قزان

تاريخ طباعة المصحف الشريف في مدينة قزان

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحابته أجمعين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد: فإن الله تعالى قد كَتَبَ الخلود لكتابه (القرآن الكريم) ، فحفظته الصدور ، وجمعته السطور ، وتجاوز في رحلته الآباد والدهور ، حجة باقية ، ومنارة هادية للبشرية إلى يوم الدين ، والحديث عن تاريخ المصحف الشريف ورحلته عبر التاريخ أوسع من أن يَحْوِيَهُ بحث ، أو يَسْتَوْعِبَهُ كتاب ، ومكتبة علوم القرآن الكريم شاهدة على ذلك ، فهي تضم آلاف المصاحف المخطوطة ، ومئات الكتب المؤلفة ، وآلاف المجلدات ، التي وَصَفَتْ رسم الكلمات في المصحف ، وبَيَّنَتْ كيفية قراءته ، ووَضَّحَتْ معاني آياته. وقد فَتَحَتِ الطباعة آفاقاً جديدة في خدمة القرآن الكريم وعلومه ، فكان القرآن الكريم من أوائل الكتب التي طُبِعَتْ في أوربا ، ثم في بلدان العالم الإسلامي ، وليست هناك معلومات وافية عن الطبعات الأولى للمصحف الشريف ، وكانت أنظار الدارسين لتاريخ طباعة المصحف الشريف تتجه إلى إستانبول والقاهرة والجزائر وبيروت ، وغيرها من حواضر بلاد المسلمين ، وغَفَلَ الدارسون عن تاريخ طباعة المصحف في مدينة قَزَان ، عاصمة جمهورية تتارستان الإسلامية ، في روسيا الاتحادية. وكنت قد وقفتُ سنة 1975م على نسخة من مصحف قزان ، في مكتبة جامعة القاهرة ، مطبوعة سنة (1295هـ = 1878م) ، وقت دراستي للماجستير ، وقَدَّمْتُ وصفاً موجزاً لها في كتابي (رسم المصحف : دراسة لغوية تاريخية) في صحيفة واحدة ، وكنت أتصور أنها الطبعة الوحيدة للمصحف هناك! وتجدَّدت صلتي بمصحف مدينة قزان بعد الدعوة التي تلقيتها من سماحة المفتي فريد سلمان ، مدير عام مركز دراسات القرآن الكريم والسنة المطهرة في جمهورية تتارستان ، للمشاركة في المؤتمر الدولي (مصحف قزان: القيمة التاريخية والمستقبل) ، الذي انعقد في 31 آذار– 3 نيسان 2018م، في مدينة قزان، عاصمة الجمهورية. وتَبَيَّنَتْ لي ، بعد الاطلاع على بعض البحوث التاريخية المتعلقة بالموضوع ، والنظر في عدد من المصاحف المطبوعة في مدينة قزان ، جملةٌ من الحقائق التي لم تكن معروفة لديَّ من قبل ، منها : أولاً : ريادة مدينة قزان في طباعة المصحف في العالم الإسلامي ، فمن المؤكد أن المصحف قد طُبِعَ هناك منذ مطلع القرن التاسع عشر ، وبين أيدينا نسخة مطبوعة سنة 1803م ، وكانت أول طبعة صدرت هناك سنة 1801م. ثانياً : ظهر لي أن مصحف مدينة قزان قد كُتِبَ بالرسم العثماني ، وهو أمر كان نادراً في طباعة المصاحف المبكرة ، ولعله بذلك يكون أول مصحف مطبوع ينال هذا الشرف. ثالثاً : تعددت طبعات المصحف في مدينة قزان منذ صدور الطبعة الأولى ، فقد قاربت المئة وستين طبعة كاملة ! ومئات الطبعات لأجزاء متفرقة من القرآن الكريم ، وحَدَثَتْ مراجعة لعدد من المسائل في المصحف ، من رسم ، وضبط ، وعَدٍّ وتجزئة ، ووقوف. وكنت قد اخترتُ الحديث عن (مصحف قزان : تاريخ طباعته ، وطريقة رسمه) ليكون مدار بحثي في المؤتمر المذكور ، ولكني وجدت بعد ذلك أن موضوع طباعة المصحف في مدينة قزان له أهمية خاصة من عدة جوانب ، ومن ثم عدت إلى الموضوع ، وخصصته بهذا الكتاب ، لاستكمال الحديث عن الجوانب التاريخية والعلمية والفنية المتعلقة بالمصاحف المطبوعة في مدينة قزان. وحاولت استيفاء الحديث عن الجوانب المتعلقة بمصاحف قزان في خمسة فصول ، يتقدمها تمهيد ، وتتلوها خاتمة ، تحدثت في التمهيد عن تاريخ مدينة قزان ، وارتباطها المبكر بالإسلام ، ولخصت في الخاتمة أهم معالم هذا الكتاب ومباحثه ، والتأكيد على أهمية دراسة تجربة طباعة المصاحف في مدينة قزان ، وأخذ الفوائد منها ، أما الفصول الخمسة فهذه عناوينها : الفصل الأول : تاريخ طباعة المصحف في مدينة قزان. الفصل الثاني : الرسم في مصاحف مدينة قزان. الفصل الثالث : الضبط في مصاحف مدينة قزان. الفصل الرابع : العد والتجزئة في مصاحف مدينة قزان. الفصل الخامس : علامات الوقف في مصاحف مدينة قزان. ومن الصعوبات التي واجهتني وأنا أكتب هذا الكتاب قلة المصادر التاريخية المدونة باللغة العربية عن تاريخ تلك البلاد[1]، وصعوبة الحصول أو الاطلاع على جميع المصاحف المطبوعة في مدينة قزان[2] ، وقد تيسر لي الوقوف على عدد منها يسمح بالحديث عن الجوانب المتعلقة بمصاحف قزان التي تضمنتها فصول الكتاب ، وهذه محاولة أُولى في كتابة تاريخ طباعة المصحف في مدينة قزان ، آمل أن تتبعها محاولات أخرى تستكمل جوانب النقص التي قد تظهر في فصول هذا الكتاب. وقد تبين لي بعد إنجاز كتابة فصول الكتاب ما يأتي : أن مدينة قزان هي أول بلد إسلامي يقوم بطاعة المصحف الشريف ، ومن باب الاحتياط أقول : إنها من أوائل البلاد الإسلامية التي قامت بذلك. أن عدد طبعات المصحف في مدينة قزان كبير جداً ، يفوق ما يمكن أن يخطر بالبال ، فقد أحصيت في كتاب (دليل المطبوعات العربية في روسيا) لأنس خلدوف 158 طبعة لمصاحف كاملة ، ومئات الطبعات لأجزاء متفرقة من القرآن الكريم ، قبل سنة 1917م ، ثم صدرت طبعات جديدة بعد سنة 1990م. التزام المصحف القزاني بالرسم العثماني من أول طبعة له ، وفي الطبعات اللاحقة إلى زماننا هذا ، على الرغم من استعمال الحرف المطبعي فيه ، وهذه ميزة مهمة ، لأنَّ أقدم مصحف طُبِعَ بالرسم العثماني في بلدان المشرق العربي ، جاء متأخراً بقرن من الزمان عن المصحف القزاني. كان هناك حرص ظاهر من القائمين على طباعة المصحف القزاني على المحافظة على شكله الخارجي ونوع الخط المستعمل في طباعته ، مع الحرص على تدقيق رسمه وضبطه ، لتفادي ما قد يكون فيه من أخطاء طباعية ، أو اختيارات مرجوحة ، وقد تجلى ذلك من خلال الموازنة بين المصحف المطبوع سنة 1803م ، والمصحف المطبوع سنة 2012م ، ونحا المصحف المطبوع سنة 2016م نحو المواءمة بين خصائص المصاحف القزانية ، وخصائص المصاحف المشرقية الحديثة. لعل في إعادة رسم حروف كلمات المصحف بقلم خطاط ماهر بالخط الريحاني الذي طُبِعَتْ به المصاحف القزانية ما يزيد من جماله ، وحسن استقباله في شتى بلدان المسلمين. هناك حاجة لدراسة تجربة طباعة المصحف القزاني لأمرين : الأول : الإفادة من هذه التجربة الرائدة في طباعة المصحف الشريف في الأعمال المماثلة في بلدان العالم الإسلامي. والثاني : وضع قاعدة علمية لهذه التجربة الرائدة ، وتأصيل جميع مكونات المصحف القازاني ، من رسم ، وضبط ، وعد الآيات ، وعلامات الوقوف ، وتدوين ذلك في تقرير علمي مفصل ، ليكون بين أيدي الدارسين والذين يقرؤون في المصحف. إن تعدد طبعات مصحف قزان حتى بلغت المئات ، وكثرة المطابع في تلك البلدة ، يدل على أمور عدة ، منها : - توفر الخبرة الفنية لتشغيل تلك المطابع، بالدقة التي يتطلبها طبع المصحف. - توفر الخبرة العلمية التي أشرفت على إخراج تلك المصاحف بالدقة المطلوبة ، من ناحية الرسم والضبط ، ووضع علامات الوقوف ، ورؤوس الآيات. - تسابق أهل الخير في تلك البلاد إلى الإنفاق على طباعة تلك المصاحف. - وجود سوق لتصريف أعداد تلك المصاحف التي كانت تخرجها مطابع قزان ، ولا نعلم حدود تلك السوق ، لكنها بالتأكيد شملت البلدان الإسلامية في روسيا وما قرب منها من الدول الإسلامية. إن الحديث عن (قصة المصحف في مدينة قزان) بطبعاته المتعددة لا يوفيه كتيب صغير ، ولكنْ حسبي أني كتبته في التعريف بتاريخ هذا المصحف ، وطريقة رسم الكلمات فيه ، وعلامات الضبط ، والوقوف ، وغيرها ، بقدر ما تيسر لي من مصادر ومصاحف ، فلم أقف على بحث خاص به في بلداننا في المشرق العربي. جزى الله خيراً كل من أسهم في طباعة المصاحف في مدينة قزان والله تعالى ولي التوفيق ، والهادي إلى سواء السبيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ___________________________________ [1] من الكتب التاريخية التي أفدت منها في الحديث عن مدينة قزان وتاريخ طباعة المصحف فيها: كتاب تلفيق الأخبار وتلقيح الآثار في وقائع قزان وبلغار وملوك التتار ، تأليف محمد مراد الرمزي ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1423هـ = 2002م. دليل المطبوعات العربية في روسيا ، من (1787-1917م) ، تأليف الدكتور أنس خلدوف ، مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث ، دبي ، ومعهد الدراسات الشرقية ، سان بطرسبورج 1429هـ = 2008م. المسلمون في روسيا : الموروث وتحديات المستقبل ، تأليف يوسف مرتضى ، بيروت ، دار الفارابي 2017م. [2] تيسر لي الاطلاع على عدد من المصاحف المطبوعة في مدينة قزان ، فمن المصاحف الكاملة التي اطلعت عليها : - مصحف شريف طبع قزان ، سنة 1803م ، أعادت طبعه بلدية قزان بمناسبة الذكرى الألفية على بناء المدينة ، تحت إشراف مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) ، حزيران (يونيه) 2005م. - مصحف شريف طبع قزان ، سنة 2012م ، تحت إشراف الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان. - مصحف شريف طبع قزان ، سنة 2016م ، إشراف لجنة برئاسة سماحة مفتي جمهورية تتارستان.

القسم: حديث الشهر
التاريخ: 22 أكتوبر 2018
لايوجد تعليقات
.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقا

جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة أ.د غانم قدوري الحمد © 2013-2014