Main navigation

  • الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • المؤلفات
  • نوافذ علمية
    حديث الشهر
    صدر حديثا
    مقالات
    إجابات
    فوائد ولطائف
    قالوا عن الموقع
  • الصوتيات و المرئيات
  • التصنيف الموضوعي

مسار التنقل

  1. الرئيسية
  2. نوافذ علمية
  3. حديث الشهر
  4. تصحيح النية

تصحيح النية

كنتُ أنظر في ترجمة هشام الدَّسْتَوَائِيِّ البصري المتوفى سنة 152هـ ، رَحِمَهُ اللهِ ، في كتاب (سير أعلام النبلاء) للإمام الذهبي ، لكتابةِ ترجمةٍ موجزةٍ له ، وأنا أعمل في مراجعة تحقيق كتاب البيان في عَدِّ آيِ القرآن للداني ، ولَفَتَ نظري في تلك الترجمة ما قاله الإمام الذهبي ، معلِّقاً على قول الدستوائي :" واللهِ ما أستطيعُ أَنْ أقولَ إِنِّي ذهبتُ يوماً قَطُّ أَطْلُبُ الحديثُ ، أُرِيدُ بهِ وَجْهَ اللهِ ، عَزَّ وجَلَّ". وأحببتُ أَن أكتبَ ذلك هنا ، ليكونَ تذكرةً لي ، ولإخواني الذين يقفون عليه ويقرؤونه ، لعلهم يستدركون ما قد يكون فَرَطَ منهم ، ويُحَسِّنُونَ النِّيَّةَ وهم يطلبون العِلْمَ أو يُعَلِّمُونَهُ ، واللهُ تعالى وَلِيُّ التوفيقَ. قال الإمام الذهبي ، رَحِمَهُ اللهُ ، مُعَلِّقاً على قول هِشَام الدَّسْتَوائي : "قلتُ : واللهِ ولا أنا ، فقد كان السَّلَفُ يطلبون العِلْمَ للهِ ، فَنَبُلُوا، وصاروا أئمةً يُقْتَدَى بهم، وطَلَبَهُ قومٌ منهم أوَّلاً لا للهِ ، وحَصَّلُوهُ ، ثم اسْتَفَاقُوا ، وحاسَبُوا أنفسَهُم ، فَجَّرَهُمُ العِلْمُ إلى الإخلاصِ في أثناءِ الطريقِ، كما قالَ مجاهدٌ وغَيْرُهُ : طَلَبْنَا هذا العِلْمَ، وما لنا فيه كبيرُ نِيَّةٍ ، ثُمَّ رَزَقَ اللهُ النِيَّةَ بَعْدُ. وبعضُهم يقولُ : طَلَبْنَا هذا العِلْمَ لغيرِ اللهِ ، فَأَبَى أَنْ يكونَ إلَّا للهِ ، فهذا أيضاً حَسَنٌ، ثم نَشَرُوهُ بِنِيَّةٍ صالحةٍ. وقَوْمٌ طَلَبُوهُ بِنِيَّةٍ فاسدةٍ لِأَجْلِ الدنيا، ولِيُثْنَى عليهم ، فَلَهُمْ ما نَوَوْا ، قال عليه الصلاةُ والسلامُ : (مَن غَزَا يَنْوِي عِقَالاً، فَلَهُ ما نَوَى). وتَرَى هذا الضَّرْبَ لم يَسْتَضِيؤُوا بنورِ العِلْمِ ، ولا لهم وَقْعٌ في النفوسِ ، ولا لِعِلْمِهِم كبيرُ نتيجةٍ مِنَ العَمَلِ ، وإنَّمَا العالِمُ مَن يَخْشَى اللهَ تعالى! وقَوْمٌ نَالُوا العِلْمَ ، ووُلُّوا بهِ المناصِبَ ، فَظَلَمُوا ، وتَرَكُوا التَّقَيُّدَ بالعِلْمِ ، ورَكِبُوا الكبائرَ والفواحشَ ، فَتَبّاً لهم ، فما هؤلاءِ بعلماءَ! وبَعْضُهُم لم يَتَّقِ اللهَ في عِلْمِهِ ، بل رَكِبَ الحِيَلَ ، وأَفْتَى بالرُّخَصِّ ، ورَوَى الشَّاذَ مِنَ الأخبارِ ، وبَعْضُهُم اجْتَرَأَ على اللهِ ، ووَضَعَ الأحاديثَ ، فَهَتَكَهُ اللهُ ، وذَهَبَ عِلْمُهُ ، وصارَ زَادُهُ إلى النارِ. وهؤلاء الأقسامُ كُلُّهُم رَوَوْا مِنَ العِلْمِ شيئاً كبيراً، وتَضَلَّعُوا منه في الجُمْلَةِ ، فَخَلَفَ مِن بعدِهم خَلْفٌ بَانَ نَقْصُهُم في العِلْمِ والعَمَلِ ، وتَلَاهُم قومٌ انْتَمَوْا إلى العِلْمِ في الظاهرِ ، ولم يُتْقِنُوا منه سِوَى نَزْرٍ يَسِيرٍ ، أَوْهَمُوا به أَنَّهُم علماءُ فضلاءُ ، ولم يَدُرْ في أذهانِهم قَطُّ أنهم يَتَقَرَّبُونَ به إلى اللهِ ، لأَنَّهُم ما رَأَوْا شيخاً يُقْتَدَى به في العِلْمِ ، فصاروا هَمَجًا رِعَاعاً، غايةُ المُدَرِّسُ منهم أَنْ يُحَصِّلَ كُتُباً مُثَمَّنَةً ، يَخْزُنُهَا ، ويَنْظُرُ فيها يوماً ما ، فَيُصَحِّفُ ما يُورِدُهُ ، ولا يُقَرِّرُهُ. فَنَسْأَلُ اللهَ النَّجَاةَ والعَفْوَ". [سير أعلام النبلاء 7/152-153 طبعة الرسالة]

القسم: حديث الشهر
التاريخ: 24 نوفمبر 2016
لايوجد تعليقات
.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقا

جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة أ.د غانم قدوري الحمد © 2013-2014