Main navigation

  • الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • المؤلفات
  • نوافذ علمية
    حديث الشهر
    صدر حديثا
    مقالات
    إجابات
    فوائد ولطائف
    قالوا عن الموقع
  • الصوتيات و المرئيات
  • التصنيف الموضوعي

مسار التنقل

  1. الرئيسية
  2. نوافذ علمية
  3. إجابات
  4. قراءة القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته

قراءة القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته

السؤال:  ما هي القراءة التي كان يقرأ بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في صلاته ، وهو يؤم جمهور المسلمين؟ وهل كان يقرأ على حرف واحد معين؟ وهل هناك ما يُسَمَّى بقراءة الجمهور التي كان يقرأ بها الخلفاء الراشدون ؟ وهل جُمِعَتْ صحفُ الخليفة أبي بكر  على حرف واحد أو قراءة واحدة ، وهل ما يُسَمَّى بالصُّحُفِ هو في حقيقته وجوهره مصحف واحد أم عدة مصاحف ، وهي التي نُسِخَتْ في عهد الخليفه عثمان ؟ الجواب: نزل القرآن الكريم بلسان قريش ، كما ورد ذلك في أحاديث صحيحة ، ولسان قريش يعني العربية السائدة في مكة وما حولها ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتلو القرآن بلسان قريش ويؤم المسلمين به ، وبعد أن انتشر الإسلام ، ودخل في الدين قبائل عربية من غير أهل مكة ، وكانت لغاتهم متباينة ، شق عليهم تلاوة القرآن بلسان قريش ، فجاءت رخصة الأحرف السبعة في قوله - صلى الله عليه وسلم - : (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فاقرؤوا ما تيسر منه)، فكان التميمي يهمز ، ويميل الألفات ، وكان الحجازي يسهل ويفتح الألفات ، وغير ذلك من وجوه النطق ، ومن ثم اختلفت قراءة الصحابة ، في ظل رخصة الأحرف السبعة. وقد لا نجد إجابة محددة لبعض ما ورد في الأسئلة ، مثل القول بتضمن صحف أبي بكر الصديق للأحرف السبعة ، كما ذهب إلى ذلك بعض المؤلفين في علوم القرآن ، لكن يمكن القول إن الصحف تضمنت ألفاظ الوحي كما أملاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كتبة الوحي بلسان قريش ، ولم تدخلها آثار رخصة الأحرف السبعة ، واعتمد الصحابة في خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه -  على الصحف في نسخ المصاحف ، بعد أن وقع الخلاف في القراءة في الأمصار الإسلامية. وسبق لي مناقشة أكثر جوانب هذا الموضوع في عدد من أعمالي السابقة ، ولعل ما ورد في البحث الأول من كتاب (الأجوبة العلمية عن أسئلة ملتقى أهل التفسير) يجيب بشكل أكثر تفصيلاً عما ورد في الأسئلة السابقة ، وهو متاح على الشبكة ، وفي كتابي (رسم المصحف) إشارات إليها أيضاً. ومما يتعلق بما ورد في الأسئلة السابقة الحديث عن القراءة التي كان يقرأ بها رسول الله r والخلفاء الراشدون من بعده ، ولدينا رواية منقولة عن أحد معلمي القرآن من التابعين الذين أخذوا القراءة عن كبار القراء من الصحابة ، وهو أبو عبد الرحمن السلمي الذي حمل المصحف العثماني من المدينة إلى الكوفة ، قال فيها : (كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة ، كانوا يقرؤون قراءة العامة ، وهي القراءة التي قرأها رسول الله r على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه) [ينظر : المرشد الوجيز ص 68 ، والبرهان للزركشي 1/237]. ويبدو أن المقصود بقراءة العامة في هذه الرواية هو القراءة التي كانت مشهورة في مكة والمدينة ، والتي كان جمهور الصحابة يقرأ بها ، وإلى جانبها قراءات أخرى أنتجتها رخصة الأحرف السبعة ، أخذها التابعون عن الصحابة الذين كانوا يقرؤون بها ، وتكونت منها ومن قراءة العامة قراءاتُ القراء المشهورين في القرن الثاني والثالث ، من خلال ظاهرة الاختيار في القراءة ، واشتهروا باسم القراء السبعة على يد ابن مجاهد البغدادي المتوفى سنة 324هـ . واستعمل مصطلح قراءة العامة بعد ذلك لدى المؤلفين في القراءات للدلالة على قراءة الجمهور في مقابل قراءة صحيحة منفردة أو قراءة شاذة ، قال علم الدين السخاوي في جمال القراء (ص 522) : (وإذا قالوا: قراءة العامة، فإنما يريدون: ما اتفق عليه أهل المدينة، وأهل الكوفة، فهو عندهم سبب قوي يوجب الاختيار، وربما اختاروا ما اجتمع عليه أهل الحرمين وسموه أيضاً بالعامة). وكلمة (العامة) قد تطلق على العوام من الناس ، ذوي الثقافة المحدودة ، في مقابل (الخاصة) من أهل العلم والمعرفة باللغة وغيرها ، لكن عبارة (قراءة العامة) يقصد بها القراءة التي عليها جمهور القراء في كل عصر ، كما تقدم ، واستعملها ابن جني كثيراً في كتابه (المحتسب في تبيين شواذ القراءة) في مقابل القراءة الشاذة ، وكذلك فعل كثيرون غيره. وخلاصة القول : أن قراءة القرآن الكريم سُنَّةٌ أخذها الصحابة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وتلقاها التابعون عن الصحابة ، ثم مَن جاء بعدهم من الخلف ، والراجح أن رخصة الأحرف السبعة ، التي كانت سبباً لاختلاف القراءات ، لم تنعكس على كتابة القرآن الكريم ، فالقرآن نزل بلغة قريش ، وكُتِبَ بها في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم جُمِعَ في الصحف ، ونُسِخَ في المصاحف ، على ذلك النحو ، وكانت كتابة المصاحف مجردة من النقاط والحركات ، فقرأ المسلمون من القراءات ما احتمله الخط ، وتركوا كل قراءة تخالف الخط ، مما كان يُقْرَأُ به في قبل نسخ المصاحف. وقد يكون هذا الجواب وحده غير وافٍ أو غير شافٍ ، لمسائل كبيرة الأهمية تتعلق بقراءة القرآن وكتابة المصحف ، وعذري في الاختصار هنا أني سبق لي بحثها في عدد من الكتب والأبحاث التي يجدها القارئ في هذا الموقع ، أو في الشبكة ، أو يجد نسخاً ورقية منها. فإن وَجَدَ الأخ السائل هذه الإجابة كافية ، فذلك هو المطلوب ، وإذا كان لا يزال يتطلع إلى التفصيلات فعليه أن ينظر في ما أشرت إليه من أبحاث ، لي أو لغيري في الموضوع ، فأحسب أنَّ ما كُتِبَ عن تلك المسائل كثير ، في القديم والحديث ، وقد جَلَّى العلماء رحمهم الله تلك المسائل ، وأزالوا ما علق في أذهان البعض عنها من شبهات أو تساؤلات ، عصمنا الله تعالى وإياكم من فتنة الشبهات ، ووقانا وإياكم من فتنة الشهوات ، وختم لي ولكم بالحسنى ، والله ولي التوفيق.

القسم: إجابات
التاريخ: 19 أكتوبر 2016
لايوجد تعليقات
.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقا

جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة أ.د غانم قدوري الحمد © 2013-2014