Main navigation

  • الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • المؤلفات
  • نوافذ علمية
    حديث الشهر
    صدر حديثا
    مقالات
    إجابات
    فوائد ولطائف
    قالوا عن الموقع
  • الصوتيات و المرئيات
  • التصنيف الموضوعي

مسار التنقل

  1. الرئيسية
  2. نوافذ علمية
  3. إجابات
  4. الدلالة الصوتية

الدلالة الصوتية

ذكر الأخ السائل أن بعض المشتغلين بعلم التجويد في بلاده يذهب إلى أَنَّ لأحكام التجويد أثراً في الدلالة ، ويضرب مثالاً لذلك بالمد في كلمة (فقراء) ، فهو يعتقد أَنَّ زيادة المد في الكلمة دليلٌ على زيادة الفقر لدى المتصفين به ، وسألني عن رأيي في ذلك. وأقول في الجواب : إن علماء التجويد من المتقدمين والمتأخرين يُعَلِّلُونَ الأحكام الصوتية لموضوعات التجويد بعلل نطقية صوتية ، تتلخص في تسهيل عملية النطق ، والاقتصاد في المجهود ، من خلال التناسب الحاصل بين الأصوات المتجاورة ، سواء في ذلك : الإدغام ، والترقيق والتفخيم ، والإمالة ، وما أشبهها ، ولا يصعب على دارس التجويد إدراك ذلك والتمثيل له. وينطبق ذلك على المد وأحكامه في النطق العربي ، فقد أجمع علماء العربية والتجويد على أن سبب المد الزائد في حروف المد وقوعها قبل همزة أو ساكن : مخفف أو مشدد ، وأضاف بعض علماء التجويد المتأخرين سبباً آخر للمد ، وهو السبب المعنوي ، فقالوا : السبب المقتضي لزيادة المد قسمان : لفظي ومعنوي ، فاللفظي وقوع حروف المد قبل همزة أو سكون ، والمعنوي : هو مد التعظيم قصد المبالغة في النفي...والسبب المعنوي أضعف من اللفظي ، إذا لم يعاضده سبب آخر كما في مثل : (لا إله إلا الله) [ينظر : النشر 1/344] ، وكلام علماء القراءة والتجويد منصب على أنواع المد المترتبة على السبب اللفظي. ولابن جني الموصلي كلام في تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني ، ومعنى التصاقب : التقارب ، من ذلك (هَزَّ) و(أَزَّ) ، وأورد قوله تعالى : (تؤزهم أزا)  [مريم 83] ، وقال :" أي: تُزْعِجُهُم وتُقْلِقُهُم, فهذا في معنى تَهُزُّهُم هزّاً, والهمزة أخت الهاء, فتقارَبَ اللفظانِ لتقارب المعنَيَيْنِ، وكأنهم خَصُّوا هذا المعنى بالهمزة لأنها أقوى من الهاء, وهذا المعنى أعظم في النفوس من الهزِّ" [الخصائص 2/ 148]. وأتى ابن جني بأمثلة أخرى للدلالة على تقارب الألفاظ لتقارب المعاني ،  لكنه قال في خاتمة الباب :" وهذا النحو من الصنعة موجود في أكثر الكلام وفرش اللغة, وإنما بَقِيَ مَن يثيره ويبحث عن مكنونه, بل مَنْ إذا أُوضِحَ له وكُشِفَتْ عندَهُ حقيقتُهُ طاع طبعه لها فوعاها وتقبلها ، وهيهاتَ ذلك مطلباً , وعزَّ فيهم مذهباً! وقد قال أبو بكر [ابن السراج]: مَن عَرَفَ أَلِفَ, ومَن جَهِلَ اسْتَوْحَشَ" [الخصائص 2/ 154]. ولبعض المحدثين مباحث في الإعجاز الصوتي قائم على لمح التناسب الصوتي بين الكلمات القرآنية والسياقات الواردة فيها ، ولا شك في أن القرآن الكريم معجز في ألفاظه وأساليبه ، كما أنه معجز في معانيه وأحكامه ، وهو لا يَخْلَقُ على كثرة الرد ، ولا تَنْقَضِي عجائِبُهُ. ولا يخفى على القارئ أن ما ذهب إليه ابن جني من تقارب الألفاظ لتقارب المعاني ، وما وَقَفَ عنده المحدثون من أنواع التناسب الصوتي في القرآن الكريم ، لا يتعلق بأحكام التجويد ، ولا يمكن الاستدلال به على أَنَّ لأحكام التجويد أثراً مباشراً في المعاني وتنوعها. والجواب عن السؤال يَحْتَمِلُ كلاماً أطول من هذا ، لكني ذكرتُ خلاصة ما أعرفه عن الموضوع ، والله تعالى أعلم.

القسم: إجابات
التاريخ: 23 أبريل 2016
لايوجد تعليقات
.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقا

جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة أ.د غانم قدوري الحمد © 2013-2014