يكاد الدارسون يجمعون على أن الكتابة العربية قبل الإسلام كانت مجردة من علامات الحركات وغيرها ، وقديماً قال الحافظ أبو عمرو الداني: إن العرب لم يكونوا أصحاب نَقْطٍ وشَكْلٍ (1).
وبعد نزول القرآن الكريم وتدوينه بالكتابة العربية في المصاحف ، وحاجة القراء إلى ما يساعد على ضبط القراءة وتلافي الوقوع في الخطأ بسبب خلو الكتابة من علامات الحركات ، اجتهد علماء التابعين وتابعيهم باختراع نظام لتمثيل الحركات ، وقد مَرَّ ذلك النظام بمرحلتين ، هما:
(أ) المرحلة الأولى: قام فيها أبو الأسود الدؤلي ( ظالم بن عمرو ت 69هـ ) باستعمال النقاط الحمر للحركات ، فجعل للفتحة نقطة فوق الحرف , والكسرة نقطة تحت الحرف ، والضمة نقطة بين يدي الحرف ، أو بعده ، وجعل للتنوين نقطتين (2).
(ب) المرحلة الثانية: قام فيها الخليل بن أحمد الفراهيدي ( ت 170هـ ) باستبدال النقاط الحمر التي استعملها أبو الأسود للحركات بعلامات صغيرة مأخوذة من حروف المد ، فالضمة واو صغيرة الصورة في أعلى الحرف ، والكسرة ياء مردودة تحت الحرف ، والفتحة ألف مبطوحة فوق الحرف (3).
وحَلَّت طريقة الخليل لتمثيل الحركات محل طريقة أبي الأسود تدريجياً ، فاستعملت أولاً في ضبط الكتب ، ثم استعملت في المصاحف ، حتى جاء زمان تُركِت فيه طريقة الدؤلي ، وزالت من الاستعمال ، وبقيت نسخ من المصاحف الأولى التي ضبطت بطريقة الدؤلي تؤكد الروايات التاريخية التي تحدَّثَتْ عما قام به من اختراع تلك العلامات .
_____________________
(1) المحكم ص176.
(2) ينظر: الداني: المحكم ص4و6 .
(3) ينظر: المصدر نفسه ص7 .
القسم:
فوائد و لطائف
التاريخ:
24 أغسطس
2014
لايوجد تعليقات